רקע
الغيرة من الآخر هي شعور طبيعيّ، إنسانيّ ومشروع، يطرأ لدى الأطفال منذ سنّ الطفولة المبكّرة. الغيرة عادة هي رغبة الشخص في الحصول على صفة شخص آخر، على سبيل المثال، الجمال أو الذكاء، أو التعامل التي يحصل عليها شخص آخر من البيئة المحيطة به.
ميّز فرويد بين نوعين من الغيرة:
الغيرة، الجشع :(envy) الغيرة من النوع "أرغب في ما لديك، وغير مستعدّ لأن يكون هذا لك". هذا الشعور قائم منذ سنّ الرضاعة. عندما ننجح في معالجة واحتواء هذا الشعور، فإنّ نفس الشخص تتطوّر بشكل سليم. ولكن عندما نفشل في التعامل مع هذا الشعور، فإنّه قد يمسّ بمنظومة العلاقات في المستقبل.
الغيرة التنافسيّة (jealousy): الغيرة من نوع "غيرة الكتّاب تكسب الحكمة"، ومعناه- "أريد ما معك، ولكن لا يزعجني أن يكون لك أيضًا". هذا غيرة أقلّ ضررًا، يمكن أن يشجّع الشخص على بذل الجهد كي يكون في وضع جيّد مثل الشخص موضع الغيرة.
الجوانب الإيجابيّة والسلبيّة التي في الغيرة:
الجوانب السلبيّة- لشعور الغيرة طاقات هدّامة. الشخص الذي يغار منه صديقه ولا يفلح في التغلّب على ذلك، يمكن أن يفسد علاقاته مع صديقه، وحتّى الإضرار ما يعتبره كنجاح لصديقه. وبهذه الطريقة لن يكون صديقه "ناجحًا" بعد، ويزول شعور الغيرة. بالإضافة إلى ذلك، كي نتعامل مع شعور الغيرة ينبغي تجنيد الكثير من الموارد العاطفيّة التي كان بالإمكان تسخيرها لصالح التطوير الشخصيّ والنموّ.
الجوانب الإيجابيّة- الغيرة نابعة من رغبة الشخص في الشعور بأنّه لا يعاني من أيّ نقص في الحياة. شعور الإنسان أنّ شيئًا ما ينقصه، أو أنّ وضعه ليس جيدًّا بما فيه الكفاية، تجعله يشعر بالغيرة ممّن لا يعاني من هذا النقص من وجهة نظره، أو ما في ما يبدو له أنّه أفضل ممّا لديه. مثل هذا النوع من الغيرة يمكن أن يحثّ الإنسان على العمل بغية تحسين حالته، وإثارة الدافع عنده في التقدّم في المجالات موضع اهتمامه.