רקע
خلفية – فعّاليّة حول موضوع العنف في الشبكة
بناء على بحث أجري بناء على طلب من شركة "غوغل" في حزيران/ يوليو 2011 اشترك فيه 300 ولد وَ 300 ولي أمر، تبيّن أنّ الأولاد الصغار يقضون ساعتين في اليوم بالمعدّل وهم يبحرون في الإنترنت. كما يقضي أبناء الشبيبة في الشبكة – أربع ساعات في اليوم بالمعدل. يتركّز استخدام الأولاد وأبناء الشبيبة للشبكة في الشبكات الاجتماعيّة على رأسها الفيسبوك. ينظر أبناء الشبيبة إلى وجودهم في الشبكة على أنّه جزء حرج في تحديد شعبيتهم الاجتماعيّة. بسبب ذلك، وعلى الرغم من حظر الدخول إلى هذه الشبكات دون سنّ الـ 13 سنة فإنّ الكثير من الأولاد يزيّفون أعمارهم ويدخلون إلى الشبكة ولما يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم. وفي هذه الحالة هناك احتمال لأن ينكشفوا على مضامين مسيئة وضارّة.
إلى جانب الكثير جدًّا من الأمور الحسنة التي توفّرها لنا الشبكة هناك ظواهر سلبيّة تظهر في سياق الاستعمال. على سبيل المثال – بناء على البحث المذكور – فإنّ 40% من الأولاد الذين تراوحت أعمارهم ما بين ست وثماني سنوات اعترفوا بأنّهم تعرّضوا إلى مضايقات أو تحرّشات في الإنترنت – من بالغ قريب أو غريب. هذه الصعوبات والتحدّيات ليست مقصورة على الإنترنت – العنف، المقاطعة والمضايقات موجودة ليس في العالم الافتراضي فحسب بل في العالم الواقعيّ أيضًا. وبالرغم من ذلك فإنّ استخدام العنف في الشبكة يوجد ميزات خاصّة مثل – علنيّة الحدث، انتشاره وعدد الواقفين كمتفرّجين عليه ولذلك فهو يتطلّب تطرُّقًا من طرف عالم البالغين والتدخُّل في يكون التدخُّل لازمًا.
أحيانا، عندما نفتح موضوع الإنترنت مع الأولاد نكتشف بأنّهم يُبدون اعتراضًا شديدًا على ذلك. أحد أسباب هذا الاعتراض الشديد يكمن في حقيقة كون الشبكات الاجتماعيّة تفسح المجال أمام الولد لأن يخلق لنفسه عالمًا خاصًّا به يحقّق عبره وبواسطته استقلاليته. ولذلك عندما نحاول أن "ندخل إلى شؤونه" أو أن نقرّر له بعض الأمور، فإنّ اعتراضه من المحتمل أن يكون كبيرًا. من المهمّ أن نكون واعين لذلك وأن لا نحاول الحكم على عالم الولد ولكن أن نوصل إليه الرسائل التي نرى أنّها مهمّة.
علاوة على ذلك، إذا جزّأنا الرسائل التي يهمنا إيصالها إلى مركباتها نكتشف أنّ الرسائل غير مختلفة عن أيّ إكساب للقيم الأخرى. الطريقة التي بها يستعمل التلاميذ هذه القيم تتمثّل أيضًا في شبكة الإنترنت.
استعمال المحاكمة الشعبيّة كمنهج (طريقة)
الفعّاليّة المنهجية المقترحة هي المحاكمة الشعبيّة.
المحاكمة الشعبيّة هي نوع من ألعاب المحاكاة والتي فيها تطرح للمناقشة العلنيّة معضلة، حدث، مشكلة حقيقيّة أو خياليّة. يتم تنفيذ الفعّاليّة على منوال فعّاليّة محاكمة، فيها من المفروض إصدار قرار واضح لا يقبل التأويل. حسنة هذه الطريقة هي في كونها تتيح تحقيق عدد من الأهداف:
من ناحية القيم – فهي تمكّن توضيح القيم، اتّخاذ موقف وبلورة قرار، من جهة، والتمرُّس في عمل المحكمة كمؤسّسة مؤتمنة على المحافظة على القانون وتحقيق العدل.
من الناحية الاجتماعيّة – تشجّع على التعاون، الإصغاء وفهم الطرف الآخر.
من ناحية تطوير المهارات – فهي تمكّن من تطوير مهارات متنوّعة من بينها: القدرة على عرض ادعاء معلّل (مشفوع بقرائن)، القدرة على عرض موقف أو رسالة واضحة.
بالإضافة إلى ذلك، بما أنّه في نهاية كلّ محاكمة شعبيّة يعرض قرار الحكم أو يحسم الموضوع لصالح أحد الطرفين بشكل واضح وقاطع، يمكن تناول الموضوع من الناحية المبدئيّة. كما أنّه، في كلّ حسم قضائيّ، يتكون معيار قضائيّ أو اجتماعيّ، كذلك، في قرارات الحكم التي تُتَّخّذ في الفعّاليّة: القرار الصادر يفسح المجال أمام مواصلة مناقشة الناحية المبدئيّة للقرار – ما هي المعايير التي تنبثق عن هذا القرار؟ وكيف تؤثّر على المجتمع في المستقبل؟ وغيرها.